يكون سؤال ""كيف أتخلص من دهون بطني"" أحد الأسئلة التي يتم طرحها على أخصائي الصحة واللياقة البدنية أكثر من غيرها. يبدو معاناة الرجال من ارتفاع نسبة دهون البطن في وقت ما، في حين تعلم النساء أن جنسهن بطبيعته يعمل تكديس الدهون في البطن.على الرغم من أن الأجزا ء المترهلة التي يمكن ملاحظتها قد تبدو غير جذابة للبعض مع الشعور بعدم الارتياح، إلا أن الدهون الحشوية العميقة هي في الواقع مصدر القلق الرئيس. نحن نعلم أن مثل هذه الدهون المتراكمة حول منطقة البطن مرتبطة بعدد من الظروف الصحية. لذلك، دعونا نلقي نظرة على دهون البطن، ونتعامل مع هذه المشكلة وما يمكن فعله لتحسين الوضع بشكل صحي.
فسيولوجيا الدهون 101
تنمو عمومًا الخلايا الدهنية لدينا في أوقات محددة خلال حياتنا، على سبيل المثال، أثناء الطفولة والمراهقة (عندما يكون لديك طفرة في النمو) ونتيجة لذلك، تحدث زيادة في الدهون في الجسم. في الواقع، قد تؤدي عادات الأكل وأسلوب الحياة غير الصحيحين خلال هذه الأوقات الحاسمة (1-2 سنة و12-14 سنة) إلى نمو خلايا دهنية على نحو أكبر من المتوسط. عندما لا يتمكن الجسم من الاستفادة من تناول الدهون الغذائية، يُخزن الفائض في الخلايا الدهنية. لا يزداد عدد الخلايا الدهنية في الظروف العادية، بل تزداد كمية الدهون الموجودة داخل كل خلية دهنية. وتصبح أزمتنا في تلك الدهون.
فيما يلي تفصيل لثلاثة أنواع من الدهون الأكثر شيوعًا:
1- الدهون البيضاء
يتفق الخبراء على وجود الدهون البيضاء بكثرة عن الدهون البنية. فوظيفة الدهون البيضاء هي تخزين الطاقة وإنتاج الهرمونات التي تفرز بعد ذلك في مجرى الدم. تنتج الخلايا الدهنية الصغيرة هرمون ""الشخص الجيد"" المسمى اديبونيكتين، والذي يجعل الكبد والعضلات حساسة للأنسولين، ما يجعلنا أقل عرضة للإصابة بمرض السكري وأمراض القلب. عندما يصبح الشخص سمينًا، يتباطأ إنتاج الأديبونيكتين أو يتوقف، ما يجعلهم عرضة للمرض.
2- الدهون تحت الجلد
توجد تلك الدهون مباشرة تحت الجلد. يتم قياس نسبة الدهون باستخدام جهاز فِرْجارُ لتقدير إجمالي الدهون في الجسم. فيما يتعلق بالصحة العامة، فإن الدهون تحت الجلد في الفخذين والأرداف، على سبيل المثال، قد لا تكون بهذا السوء وقد يكون لها بعض الفوائد المحتملة، أما وجودها على البطن، فهذه قصة أخرى.
3- الدهون الحشوية
تلتف الدهون الحشوية أو ""العميقة"" حول الأعضاء الداخلية وتسبب مشاكل لصحتك. كيف تعرفين إذا كانت لديك الدهون الحشوية؟ - إذا كان لديك بطن أو خصر كبير، فبالطبع لديك دهون حشوية. تزيد الدهون الحشوية من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية وحتى الإصابة بمرض الخرف.
تعد منطقة البطن عند الرجال أكبر من حيث حجم الخلايا الدهنية وأعدادها وتتراكم عند النساء في منطقة الوركين والأرداف والفخذين، ، مما يثير الفزع لدى الكثيرين.
تتمتع النساء عمومًا بنسبة أكبر من كتلة الجسم على شكل دهون، ويزداد احتمال تراكمها لدهون تحت الجلد وعلى الأطراف السفلية؛ وتزداد احتمالية تراكم الدهون في منطقة البطن عند الرجال.
تحققي من ذلك!
محيط الخصر
لقد ثبت أن زيادة محيط الخصر مؤشر كبير على الإصابة بعدد من الأمراض. يساعدك قياس محيط الخصر بانتظام في فحص المخاطر الصحية المحتملة المصاحبة لزيادة الوزن والسمنة.
إذا كانت معظم الدهون حول خصرك بدلاً من الوركين، فأنت أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع 2.
يزداد هذا الخطر إذا كان حجم الخصر أكبر من 89 سم للنساء أو أكبر من 102 سم للرجال. لقياس خصرك بشكل صحيح ، قفي وضعي شريط قياس حول خصرك، فوق عظم الفخذين مباشرة. قومي بقياس خصرك بعد الزفير مباشرة.
الدهون والأطعمة والجسم
إذن ماذا يحدث عند تناول وجبة دسمة أو أي وجبة من هذا القبيل؟ لنلق نظرة سريعة على سلسلة الأحداث:
1. تكون نسبة السكر في الدم، قبل تناول الوجبة، منخفضة والأنسولين أيضًا يكون منخفضًا/ طبيعيًا (مستوى السكر في الدم الطبيعي أقل من 100 مجم / ديسيلتر).
2. في تلك الحالة، يتم تحرير كمية قليلة من الدهون (الأحماض الدهنية) من الخلايا الدهنية والانتقال إلى الدم، ثم خلايا العضلات حيث يمكن استخدام الدهون كمصدر للحصول على الطاقة. نحب جميعنا سماع ذلك!
3. ومع ذلك، عند ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم (غالبًا بعد تناول وجبة غنية بالسكريات)، لا يتم تحرير الأحماض الدهنية م الخلايا الدهنية. (مستوى السكر الطبيعي في الدم بعد الوجبة أقل من 140 مجم/ ديسيلتر).
4. الأنسولين (المعروف باسم هرمون الدهون لدينا لسبب وجيه) هو المسؤول عن تخزين الدهون في الجسم في الخلايا الدهنية ومنع دخول الدهون في الدم لاستخدامها.
فكيف يمكننا تحريك هذه الدهون؟
حسنًا، بقدر ما نريد جميعًا أن نصدق بأنه إذا قمنا بمئات من تمارين المعدة فسنفقد وزننا، وهذا لن يحدث. الخبر السيئ هو أنه لا يمكننا خسارة بعض الدهون الجسم من مناطق محددة في أجسامنا، بغض النظر عن النشاط الذي نقوم به لخسارتها. ومع ذلك، فمن الممكن أن تعمل بعض التمارين الرياضية على تحسين عملية فقدان الوزن والحفاظ على وزن صحي للجسم. نعم، هناك بعض الأخبار الجيدة!
قد تكون التمارين عالية الكثافة مفيدة في إحداث تغييرات إيجابية في شكل الجسم، حيث يمكن أن تساعد في إنقاص وزن الجسم ونسبة الدهون في الجسم وكتلة الدهون ومحيط الخصر بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، تبدو التمارين الهوائية، على وجه الخصوص، أكثر فاعلية في تقليل دهون الجسم ودهون البطن في حالات الوزن الزائد والسمنة. قد يكون لتمارين المقاومة مع حمل الأوزان تأثيرات صحية إيجابية أخرى.
يشير المنطق وعلم وظائف الأعضاء إلى أنه بمجرد تقليل كمية الدهون التي نستهلكها سيُحد ذلك من زيادة كميات الدهون التي يتم تخزينها. كما نعلم، فجميعنا قادر على ذلك.
يُعتبر تقليل استهلاك الطاقة أسهل بكثير من زيادة استهلاكها. تُعتبر عملية حرق الطاقة في الجسم عملية معقدة للغاية وليست سريعة. من ناحية أخرى، يمكن تقليل استهلاك الطاقة بسهولة شديدة. يمكن أن تؤدي إضافة زيادة طفيفة في استهلاك الطاقة إلى إحداث فرق كبير. وانتبهي إلى الكحول! يحتوي على نفس القدر من الطاقة تقريبًا مثل الدهون، ولأنه سكر، فإنه يتسبب في إفراز الأنسولين، وهو هرمون تخزين الدهون المهيج.
خلاصة القول، عليك استخدام طاقة أكثر مما تستهلكيها.
ضعي ما يلي في اعتبارك
اشربي المزيد من الشاي الأخضر، إذ يكون لبعض المركبات الموجودة في الشاي الأخضر، وخاصة الكاتيكين، تأثيرًا على حرق الدهون. لذا، تناولي إما شاي رويبوس أو الشاي الأخضر بدلاً من شرب فنجان قهوة أو شاي في الصباح الباكر، حيث يحتوي الشاي الأخضر وشاي رويبوس على نسبة أقل من مادة التانين، ما يؤدي إلى فقدان السوائل.
الخلاصة
يُمكنك القيام ببعض التغييرات التي من شأنها أن تعود بالنفع على صحتك جنبًا إلى جنب مع التمارين والنظام الغذائي المناسبين. إن تناول كميات أقل من الطعام قد لا يكون بالضرورة الحل الوحيد، وكذلك كثرة التمارين والمجموعات، ويتمثل أفضل حل للتحكم في الوزن فيما يلي:
1. اتباع نظام غذائي صحي غني بالعناصر الغذائية والمركبات الصحية التي توفر الطاقة اللازمة
2. زيادة مستويات النشاط
3. الاستمرار في ممارسة التمارين دون مخاطر والاستمتاع بها والمداومة عليها لفترة طويلة من الزمن.
