من الإنصاف أن نقول إن تربية الأطفال هي من أكثر المهام تحدياً ولكنها من أهم الإنجازات التي يمكننا تحقيقها في الوقت نفسه. وذلك بشهادة الجميع، ولكن عندما يتعلق الأمر بما إذا كان ينبغي للأمهات البقاء في المنزل لرعاية أطفالهن أو العمل خارج المنزل، لا توجد إجابة موحدة، ونظراً إلى أن هناك أسباباً عديدة تجعلنا نقرر ما إذا كان البقاء في المنزل أو العمل هو القرار الصحيح، فإن الخيار الأفضل يعتمد حسب حالة كل أسرة على حدة.
فقد يبدو الأمر مثيراً للاهتمام عند مقارنة ما ينجح مع كل أسرة، إلا أنها ليست بالممارسة التنافسية، فليس بالضرورة أن تكون ربّات المنزل أكثر مسؤولية وترابط عاطفي بأطفالهن عن اللاتي يعملن أو أن ربّات المنزل بعيدين كل البُعد عن النجاح أو التميز.
إلا أن هذه الافتراضات أدت إلى مناقشات حول المقارنة بين ربّات المنزل والأمهات العاملات، يجدر بنا أن نتذكر أن التربية، بالشكل المثالي هي تجربة موحدة. ومعظمنا يريد الأفضل لأطفالنا ونظل على استعداد دائماً للعمل الجاد لتحقيق ذلك بأي طريقة ممكنة، ونحن نعلم أن الانتقاد غالبًا ما يكون قناع لانعدام الأمن، فمحاولة التقليل من الآخرين تجعلنا نشعر بقدر أكبر من التفوق والراحة بشأن خياراتنا الخاصة.
إن الاعتقاد الذاتي والثقة بالنفس هما أساس الصحة العاطفية السليمة، التي لا يمكن أن تفيد بدورها إلا الجيل القادم، فقومي باتخاذ قراراتك الخاصة والقيام بما هو مناسب لعائلتك.
مميزات ربّات المنزل
• أن تبقي مع طفلك كل يوم وأن تكوني الراعي الأساسي لهم، فبمجرد ""وجودك هناك"" يجعلك تسيطرين على أفعال طفلك وقضاء الوقت معه.
• عدم تفويت المراحل العمرية المهمة لنموهم.
• تتخذين قرار حول كيفية تنظيم يوم طفلك.
• أن تكوني أكثر قدرة على الحفاظ على السيطرة على التنظيم العام للأسرة -وكونك بعيدة عن المنزل لوقت كبير من اليوم يؤثر على جميع جوانب الحياة.
• تشعر كثير من النساء أنهن بكونهن أمهات في المنزل فهن يحققن غرضهن الأساسي في الحياة.
• فكونها تعمل وتبذل طاقتها في يوم عمل كامل يسبب لها ضغط كبير، وغالبًا ما تكون الأمهات هن الجهة المسؤولة عن تنظيم شؤون الأسرة.
عيوب ربًات المنزل
• وبالنسبة للنساء اللاتي يتبعن مسارًا وظيفيًا، قد يؤثر تخصيص وقت في ظل العمل على فرص العمل في المستقبل.
• تجد بعض النساء أن البقاء في المنزل يمكن أن يصبح مرهقا وأنهن يشعرن بمزيد من التحفيز عندما يعملن.
• الواقع هو أن بعض الأمهات لا يشعرن بالرضا إزاء البقاء في المنزل ورعاية الأطفال الصغار. فالمسألة لا تتعلق بمدى حبهن لأطفالهن-فهن لا يشعرن بالحماس أو السعادة لبقائهن في المنزل بدوام كامل.
• وبالنسبة لكثير من النساء، فإن القدرة على المساهمة في الدخل المالي للأسرة المعيشية أمر مهم، ويمكن أن يرتبط ذلك ارتباطًا جوهريًا بإحساسهم بالاستقلالية والهوية.
• هناك فرصة ضئيلة للحصول على استراحة من المطالب المستمرة لرعاية الأبناء، ويقدّر الكثيرون وقت الغداء واستراحات الشاي والسفر وإقامة العلاقات والمحادثة مع زملائهم في العمل.
• إلى جانب الحاجة إلى الاعتماد على زوج أو دعم حكومي للحصول على دخل مالي.
المشكلات المشتركة بين ربّات المنزل
• الوحدة. يتميز البشر بقدرتهم على التفاعل الاجتماعي بفطرتهم الطبيعية، وخاصةً الأمهات، فمن الضروري عدم تجنب المحادثات والتجمع وبناء صداقات مع النساء الأخريات وتجنب عدم التفاعل مع الصديقات الاتي لم ينجبن بعد. وعليك أن تدركي أن الدعم العاطفي الحقيقي سيأتي من صديقاتك اللواتي لديهن تجارب حياتية مماثلة.
• الافتقار الى التحفيز الفكري على الرغم من الطبيعة المرحة للأطفال، إلا أنهم لا يمكنهم تحفيز إبداعك. فقومي بتخصيص بعض الوقت كل يوم للقراءة والاستماع إلى الراديو والتحدث مع الأسرة والأصدقاء، وإذا لم يكن لديك الوقت لقراءة الصحيفة، تحققي من العناوين على الإنترنت وقومي بتحميل بعض التطبيقات المحفزة وتصفح الإنترنت، انشغلي بهواية تساعدك على خلق شيء مستقل منفصلًا عن رعاية الأبناء.
• الملل. بعد مرور يوم بعد يوم من الروتين، ستشعرين بالملل الشديد، اسعِ إلى إحداث تغيير كل يومين-افعلي شيئاً مثيراً للاهتمام، اذهبِ في نزهة أو قومي بزيارة المكتبات المحلية أو الانضمام لمجموعة مهتمة بالأنشطة أو مجموعة من الأمهات، كما يُمكن أن يكون العلاج بالتجزئة مفيداً، طالما تتم إدارته على نحو جيد.
• الشعور بعدم التقدير والتهميش. لسوء الحظ، فإن الأمومة لا تحظى بتقدير كبير في مجتمعنا كما ينبغي أن تكون، كما لو أن تربية النشء ليست بهذه الأهمية، لذا رجاءً ثقي بأهمية ما تقومين به.
• الشعور بالحاجة إلى تبرير كونك ربة منزل للآخرين. تجنب شعور أنكِ بحاجة لتبرير موقفك، وطالما أنت وطفلك وزوجك سعداء بهذا القرار، فلا علاقة لأي شخص آخر بهذا، وبالمثل، احرصي على احترام قرارات الأمهات الأخريات عندما يتعلق الأمر بترتيبات عملهن.
• ضعِ نفسك على قائمة الأشخاص الأكثر أهمية في المنزل. إن تقدير نفسك كفرد من أفراد الأسرة أمر أساسي ويجعلك قدوة لأطفالك، وعلى الرغم من أن إنجازاتك قد لا تتم ملاحظتها كما لو كانت في مكان العمل، إلا أنها لا تقل أهمية عنها. لذا، كوني سفيرة مهمتك الوظيفية كربة منزل واشعري بالفخر تجاهها.
• الشعور بالاحتجاز داخل المنزل والمعاناة من فوبيا الأماكن المغلقة. الحل الوحيد لذلك هو الانطلاق إلى الخارج فغالبا ما يفيد الخروج من المنزل، تجنبِ وضع قواعد لنفسك بشأن أعمال المنزل التي ترغبين بتنفيذها قبل ""السماح"" لنفسك بالخروج، فعلى سبيل المثال، تقولين ""سأقوم بغسل كومة الغسيل""... ""سأنظف المطبخ فقط"" حتى قبل القيام بذلك، فسينتهي اليوم حتى قبل ذلك.
• عدم المجازفة بالذهاب بعيدّا عن المنزل. تُمثل هذه مشكلة حقيقية لدى الأمهات اللاتي كُن يتمتعن بحريتهن وكثرة التنقل سابقاً، إذا كنتِ تشعرين نفسك بأنك محاصرة في نفس المنطقة، قومي برحلة نهاية الأسبوع خارج منطقتك المحلية وحاولي القيام بشيء مختلف.
• عدم الشعور بتحقيق أية إنجازات. حاولِ إنجاز مهمة واحدة فقط يومياً، التي قد تشعرك بالتميز. فنحن نشعر بالتحسن عند تحقيق أي شيء مهما كان صغيرًا، قومي بالتخطيط للأعمال وحددي تاريخها وانشري تذكيراً لنفسك وقومي بجعل هاتفك يرسل تذكير على الفور ولا تماطلين في القيام بذلك، وستشعرين بالتحسن من خلال القيام بذلك.
• عدم الرضا عن مظهرك الخارجي. يعتبر ارتداء ملابس مناسبة يوميًا عند الذهاب للعمل من أهم امتيازات المرأة العاملة، بالرغم من وجود عدة جوانب أخرى سيئة. إذا أردتِ تغيير ملابسك كما لو كنت ذاهبة للعمل، اطلبي من زوجك عدم الذهاب إلى العمل إلا قبل أن تقومين بالاستحمام وارتداء ملابس الخروج، إذا بدا مظهرك أفضل، ستشعرين بتحسن-فالأمر بسيط ولكنه يسير على هذا النحو.
• عدم وجود الوقت الكافي لممارسة الرياضة بانتظام دون أطفالك انضمي إلى مجموعة من الأمهات لتتمكن من دعم بعضكن البعض في جلسات اللياقة البدنية المنتظمة، حيث إن الاشتراك في دورات التدريب وتشكيل مجموعات للتنزه أو السباحة ورعاية أطفال بعضكن البعض كلها حلول واقعية للحواجز المشتركة التي تواجهيها.
• عدم قضاء الوقت مع زوجك. يُعد هذا هو واقع رعاية الأبناء في السنوات الأولى من حياتهم، خاصةً عندما تقضين معظم وقتك في البيت كربة منزل، إلا إذا كان هناك مربية تقوم بالعمل بمواعيد منتظمة، يمكنك ترتيب خطط لقضاء “الوقت مع الزوج""، وقومي بتسجيل التاريخ والوقت على التقويم وتحديد وقت لكم، وتذكري، إن أفضل شيء يمكنك القيام به لأطفالك هو جعلك منزلك منغمراً بالمحبة والسعادة وجزء من ذلك هو الاهتمام بعلاقاتك الخاصة.
• عدم الشعور بوجود وقت للراحة على الرغم من جميع مزايا كونك ربة منزل، فبقائك في المنزل كأم، قد لا يشعرك بوجود وقت للراحة، فعندما يعود الأزواج إلى ديارهم من العمل، فإنهم عادةً ما يفسرون ذلك على أنه وقت للراحة والاسترخاء، ولكن بالنسبة للأمهات، ليس هناك وقت واضح ""للتوقف عن العمل"" -سوف تشعرين بالانشغال طوال اليوم، تناقشي مع زوجك بشأن تخصيص الوقت المناسب ""لك"" عندما تكونين في المنزل، وإلا ستشعرين بالاستياء.
ابحثي عن حل وسط
تجد بعض الأمهات أنهن بحاجة إلى العودة إلى العمل رغم رغبتهم الشديدة في البقاء في المنزل، ومن أكثر الأسباب المؤدية لذلك، هو الافتقار إلى الدخل الكافي أو الرغبة في اتباع مسار وظيفي أو مجرد الحاجة إلى العودة إلى العمل من أجل التحفيز العقلي، ولكن لا تفترضوا أن عليكن العودة للعمل بدوام كامل فقط لأن هذا ما فعلتموه دائمًا.
بدائل واقعية للعمل بدوام كامل
• انضمي للعمل بدوام جزئي أو مشاركة العمل مع أحد الوالدين، اطرحي استفساراتك وأسئلتك على من حولك. وقومي بالتحدث مع الشركة وإدارة الموارد البشرية وقومي بتحقيق ما ترغبين به.
• قومي بالعمل من المنزل، فيبدأ العديد من النساء أعمالهن الخاصة بهن بهذه الطريقة،
• والقيام بوظيفة أخرى لفترة حتى يتقدم طفلهن في العمر، فقد تكونين بحاجة إلى اختيار حل وسط للتصرف بحكمة من أجل أسرتك.
• قومي بمشاركة رعاية طفلك مع زوجك حتى تتمكنين من العمل بدوام جزئي.