حان الوقت لتهنئة الطفل بعيد ميلاده والاحتفال بأنه قد أكمل عامه الأول من العمر، وعلى الرغم من أن الأمر قد لا يبدو كذلك، فقد مر عام كامل بالفعل على ولادة طفلك، إذ يكاد يكون من المستحيل تذكر شكل الحياة قبل وجود الأطفال، ولكن يمكنكِ التأكد من حقيقة أنه على الرغم من كل التغيرات التي طرأت على حياتك، إلا أن طفلك قد أضاف لها بُعدًا آخرًا.
استعدي لشهر حافل بالإثارة عندما يصل الطفل إلى مراحل نمو جديدة، وفي حال لم يخطو طفلك خطواته الأولى، فقد بات هذا الإنجاز قريبًا جداً، إذ يحاول كثير من الأطفال في هذا العمر المشي ولكن دون اتزان، أما البعض الآخر يمشون ويجرون من لحظة تمكنهم من الوقوف على قدمهم، كما يعود الكثير من الأطفال للحبو عند وجود غرباء حولهم أو الشعور بالقلق.
سيجمع طفلك بين الحبو والمشي على الأرجح حتى يشعر بالثقة عند الوقوف على طرفين فقط وليس أربعة. وعليكِ أن تتجنبي جلوسه لفترات طويلة في عربة الأطفال أو في السيارة، إذ تُطور الممارسة من القدرة على المشي تمامًا كأي مهارة أخرى، سواء كانت تتعلق بإنجازات حركية كبيرة أو صغيرة.
التغذية والنوم
إذا كان طفلك يتغذى على الحليب الصناعي، فيمكنه تناول حليب الأبقار كامل الدسم هذا الشهر، إلا إذا أوصى أخصائي الرعاية الصحية بالاستمرار على تناول الحليب الصناعي، حيث يساعد حليب الأبقار على إمداده ببعض العناصر الغذائية التي يحتاجها للنمو. كما يُعد تقديم رضعتي حليب على الأقل يوميًا، إلى جانب ثلاث وجبات من الأطعمة صلبة القوام ووجبتين خفيفتين أمرًا مثاليًا. قد تفكرين في فطام طفلك عن الحليب الصناعي من الآن فصاعداً، ولكن إذا تمكن طفلك من الشرب من الكوب وأتقن عملتي الشرب والبلع، فقد حان وقت الاستغناء عن زجاجات الرضاعة، إذ يساعد هذا في حماية أسنانه، ويقلل من وقت تعرض أسنانه الضعيف إلى اللاكتوز (سكر الحليب). وتوقعي أن يحتاج الطفل إلى قيلولتين في اليوم حتى بعد بلوغه عمر 14 شهرًا، وستبذلين قصارى جهدك ليحصل طفلك على هذه القيلولة، فكليكما يحتاج إليها بالقدر نفسه. كوني مستعدة، فيمكن أن يكون هذا وقت الإنهاك الجسدي للوالدين، ففي هذه المرحلة، يجب عليكِ أن تكون متيقظة لمراقبة تحركات طفلك أينما ذهب.
السلوك
وصل طفلك إلى عمر الانخراط والمشاركة الاجتماعية، وسيبحث عن التحفيز أينما يمكنه إيجاده، فالتكوين الطبيعي يهيئه للبحث عن مواقف تستحوذ على تفكيره وتساعده على تعلم مهارات جديدة.
احرصي على تشغيل الموسيقى وتواجد الكتب والأصدقاء وممارسة الأنشطة في منزلك، فستعود جميعها بالنفع على طفلك، كما أنه حين يراكِ تتواصلين مع أشخاص آخرين وتتفاعلين بطرق حساسة على نحو مناسب، سيتعلم منكِ الأمور المتضمنة في عمليات التواصل والعلاقات مع الآخرين. سيراقبك الطفل، رغم اعتقادك أنه صغير السن لاستيعاب ذلك، فلا تنخدعي، فهو مثل الجاسوس الصغير في هذا السن!
سيتعلم طفلك كل ما يتعلق بالمشاعر في هذه المرحلة، حيث الغضب والفرح والإحباط والملل، وإمكانية تأثيره على الأفراد حوله، إذ يمتاز الأطفال بقدرتهم على الحصول على ما يريدون، فلديهم قدرة كبيرة في السيطرة على قلوب والديهم وعقولهم، إلا أن السيطرة على النوبات العاطفية للطفل تتطلب ثقة وصبر، وقد يصعب معرفة ما عليك فعله عند شعورهم بالحزن.
مراحل النمو
يشهد هذا الشهر الكثير من الأنشطة الحركية الدقيقة، مما يعني أنه قد يكون شائقًا، ولكنه يثير قلقك كونك أمًا، وقد يبدو لك أن الأمر كان أسهل عندما كنت تضعين طفلك في مكانٍ ما دون أن يتحرك حتى تحركينه، أما الآن فعليكِ مراقبته حيثما تحرك.
يكون طفلك أكثر استقلالية في هذه المرحلة فيما يخص تناول الطعام والتعبير عن رغباته، رغم أن مهاراته اللغوية ما تزال محدودة، إلا أنه يمكنه التحدث بالتعبيرات الصوتية أو نطق أجزاء من بعض الكلمات، مما سيساعدك على تطوير مهارتك في فك شفرات ما يقوله، كما ستتعلمين تفسير لغة جسده، ويتمكن طفلك من الإشارة بأصابعه والتلويح والتصفيق بيديه، إضافة إلى نقل الأشياء من يد إلى الأخرى، كما أنه حتى وإن لم يتمكن من المشي، فسيكون قادراً على موازنة نفسه من خلال سند يد واحدة كعامل أمان ومن ثَم البدء في التحرك.
النمو
قد زاد وزن الطفل الآن على الأرجح ثلاثة أضعاف وزنه عند الولادة، وسيستمر في النمو بمعدل سريع، فقارني بين صور عيد ميلاده بصوره عند ولادته، فسوف تدهشك التغييرات التي حدثت في الاثني عشر شهرًا. وإذا ولد طفلك في مرحلة مبكرة من الحمل، فقد يستغرق وقتًا أطول للوصول إلى مراحل النمو الطبيعية. كما يؤثر الوقت والبيئة والجنس ومرحلة الولادة المبكرة على الوقت الذي يستغرقه طفلك للوصول إلى هذه المراحل.
اللعب والتفاعل
خصصي وقتًا هذا الشهر للاحتفال بعيد ميلاد طفلك، وشاركي الفرحة مع الأسرة والأصدقاء، ويُفضل أن يكون وقت التجمع بعد استيقاظ طفلك من نومه، ليصبح قادراً على التفاعل مع مَن حوله.
يكون هذا اليوم وقتًا للراحة من روتين طفلك، فما عليكِ فعله هو الانسجام مع الأجواء المحيطة، والتقاط الكثير من الصور ومقاطع الفيديو، والتأكد من تواجدك بها أنتِ وجميع أفراد الأسرة، كما عليكِ التقاط صورة لجميع أجيال الأسرة في الوقت الحالي إن أمكنكِ ذلك، حيث إنها فرصة لا تعوض للقيام بذلك.
خصصي درجًا أو خزانة سُفلية ليلعب بها طفلك، واستخدمي الأوعية البلاستيكية، فهي رائجة وغير قابلة للكسر عند رميها في أنحاء الغرفة. كما سيرغب طفلك على الأرجح في التواجد حيثما تكونين، لذا كوني سعيدة، إذا أصبح مثل ظلك، فهذه إشارة على شعور طفلك بالأمان بقربك، فاستمتعي بهذه اللحظات، فسيأتي وقت لن يرغب فيه بالبقاء بقربك على هذا النحو.
ماذا عن الأم؟
يسيطر عليكِ شعورٌ بالحزن والحماسة أيضًا لوصول طفلك إلى هذه المرحلة المهمة، ولكن ما يزال الطفل صغيرًا بعد بلوغه سنة واحدة من العمر، حيث ينتظره مستقبل طويل. فقد تُفكرين الآن بجدية فيما إذا حل وقت التخطيط لإنجاب طفل آخر أو قد اتخذت قرار التأجيل لفترة أطول قليلًا. كما عليكِ أن تتحاوري مع زوجك حول حياتك اليومية والمواقف المميزة، وما يناسبكما كأسرة.
إذا كنتِ ما زلتي تعانين من وزنك الزائد نتيجة الحمل، فحاولي إنقاصه قليلًا، إذ يساهم ذلك في تحسين مزاجك، والحفاظ على صحتك.
لا توجد تركيبة سحرية لإنقاص وزنك غير تقليل كميات الأكل وزيادة معدل الحركة، فالأنظمة الغذائية لا تنجح بمفردها ولا تتعلق الإرادة القوية بفقدان الوزن، وإنما يدور الأمر برمته حول تعلم طريقة تناول الطعام بكميات معقولة، واستبدال الطعام الضار، إضافة إلى ممارسة عادات صحية، وقد يستغرق الأمر حتى ستة أسابيع لرؤية أي نتائج، لذا تحلي بالصبر وثقي في قدرتك على تطوير نفسك.