قد يمتلك طفلك ذاكرة جيدة تتطور باستمرار تساعده على توقع الأحداث وتلعب دورًا في تطوير شخصيته المتنامية.
1-ذاكرة الأشياء ""المفقودة""
إن إحدى العلامات المهمة التي يجب مراقبتها هو المفهوم الذي يُطلق عليه علماء النفس ""ديمومة الأشياء""؛ حيث يُعد هذا اسمًا وهميًا للأطفال ليدركوا أن الأشياء موجودة حتى لو لم يتمكنوا من رؤيتها. وقبل تطور مفهوم ديمومة الأشياء لدى طفلكِ، يتصرف طفلكِ كما لو أن الأشياء غير موجودة طالما لم يتمكن من رؤيتها، فعلى سبيل المثال، قد ينسى طفلك مكان لعبة بمجرد وضعها في مكانٍ بعيدٍ عنه. بعد مرور شهرين، قومي بتجربة الشيء نفسه، ولكن هذه المرة سيتمكن طفلكِ من البحث عنها للعثور عليها. إن مفهوم ""مهلًا أين ذلك الشيء"" هو جوهر مفهوم ديمومة الكائن.
2- نمو الذاكرة عن طريق لعبة بيكابو (الاختفاء)!
لم تكن لتصبح لعبة ""بيكابو"" ممكنة دون مفهوم ديمومة الأشياء! حيث يضحك ويصرخ الطفل عندما يعيد الأب ظهور وجهه من خلف يديه لأن هذه علامة على أن وجهه ما زال موجودًا على الرغم من عدم رؤيته. إن الأطفال الذين أتقنوا هذه اللعبة بإمكانهم إدراك مفهوم ديمومة الأشياء.
3- ذاكرة التوقع
إن تطور مهارات الذاكرة لدى الطفل تؤدي إلى القدرة على التوقع، فعندما تقومين بارتداء الجاكيت، يتوقع طفلكِ أنك ستقولين له ""وداعًا""، وكذلك عندما تفتحين الثلاجة، يتوقع طفلكِ أنكِ ستطعمينه، فعند بلوغ الطفل تسعة أشهر، يبدأ بـ""تذكر"" الإشارات التي تجعله يتوقع حدوث الشيء.
4-ذاكرة الحس الفكاهي
لأن طفلكِ بدأ بتوقع حدوث الأشياء، فيلاحظ الآن حدوث الأشياء على عكس المتوقع، ومن هنا يُولد حس الفكاهة! فقد يضحك طفلكِ بشدة إذا قمتي بوضع قفاز على أذنكِ أو قبعة على قدمك، فطفلكِ يتوقع الطريقة ""العادية""، ويضحك عندما تسير الأمور على غير طبيعتها، أي حدوث شيء لم يتمكن من توقعه.