لا زلت أذكر يوم خرجت من المستشفى أحمل طفلي التوأم الصغار وكأنه البارحة.
لقد كنت أسير إلى جانب زوجي بصحبة الطفلين في عربة الأطفال، منطلقين في رحلة المستقبل المجهول سوياً.
وكنت قد خضعت لولادة قيصرية بتخدير كلي، ولكني شعرتِ بالذنب لعدم خوض تجربة الولادة الطبيعية التي تتحدث عنها جميع الكتب. وقد دار بخاطري الكثير من الأسئلة غير المنطقية، مثل ""ماذا سيحدث إذا لم أستطع الارتباط بهم عاطفياً؟"".
لقد كان ذلك منذ ثلاثة عشر عاماً وهي الفترة التي استطعنا فيها الارتباط ببعضنا البعض بشكل جيد جداً!!
بناء الروابط مع طفلك
تعتبر علاقة الترابط أمراً ضروري جداً لنمو طفلك، ولكي ينمو الطفل في حدود إمكانياته، فإنه بحاجة إلى شخص بالغ في حياته قادر على فهمه ورعايته، وكذلك فهم احتياجاته وتلبيتها.
وتشتمل المهام الرئيسية في الأيام الأولى على:
• تناول الطعام
• النوم
• تبديل الملابس
• الاستحمام
فعندما تحاولين تلبية احتياجات طفلك (هل يشعر بالجوع أم البلل أم السخونة أم البرودة أم التعب؟)، ستحتاجين إلى الشعور بجميع حركات جسم طفلك، فهذا قد يساعدك في معرفة إذا ما كان طفلك يشعر بالراحة والاطمئنان أو بعدم الراحة.
إذا شعر الطفل بعدم الراحة، فهناك ثلاثة استراتيجيات يمكنك تجربتها وهي:
1. نغمة صوت هادئة
2. حركات منتظمة هادئة
3. النظر والتبسم
وهذا سيساعد في تقوية الارتباط بالطفل أثناء تلبية احتياجاته.
كيف يمكن لهذه الاستراتيجيات الثلاثة أن تكون ذات فائدة؟
إن الحفاظ على التناغم العاطفي مع طفلك يساعد على تحسين التناغم الحسي/ العاطفي لديه.
ويحاول الجهاز العصبي المركزي للطفل جاهداً التعرف على جميع العواطف الجديدة التي يشعر بها الطفل أثناء محاولته التعامل مع التحفيزات الجيدة والسيئة التي يتعرض لها.
نصائح تساعدك على تهدئة طفلك
1. توفر نغمات الصوت الهادئة مدخلات سمعية منتظمة إلى الأنظمة العصبية لطفلك، بحيث تكون مهدئة وغير مهددة.
2. تمنح الحركات المنتظمة الهادئة طفلك شعوراً بالأمان والطمأنينة.
3. قد تؤدي لمسة لطيفة منكِ إلى إخافة وتنبيه الجهاز العصبي لطفلك الذي يعاني من اضطراب الانفعالات العاطفية، وإذا حدث هذا في كثير من الأحيان، فإن الطفل تنتابه نوبة من الانفعال ولا يهدأ أبداً، أو ""يصمت"" وينعزل، مما يجعله يتظاهر بالنوم وينفصل عنك طوال الوقت.
4. قد يكون تغيير مستوى حركة الطفل أمراً ذو فائدة.
5. إذا كان الطفل لا يبدي ردة فعل لحمله رأسياً، قومي بتحريكه أفقياً أثناء حمله والتربيت عليه بلطف بشكل مستقيم للأمام وللخلف وإلى الجانب الآخر، فهذه الحركات يمكن أن تساعد على تهدئة الجهاز الدهليزي.
6. قد يساعد النظر والابتسام إلى الطفل في التحكم بجهازه العصبي المركزي بسرعة كبيرة.
7. يمكن لعقل الطفل أن يعالج تعابير الوجه بسرعة كبيرة، فبمجرد أن يرى الطفل ابتسامتك، تتدفق كمية كبيرة من هرمون الأندروفين في جسمه مما يساعده على الشعور بالأمان والارتباط العاطفي، وعندما يكبر الطفل ويستطيع الابتسام، سيشعر مقدمي الرعاية أيضاً بتدفق هذا الهرمون.
لا تقلقي عندما ينظر طفلك بعيداً عنك عدة مرات أثناء مشاركته الأنشطة، فهذا ليس لأنه لا يحب قضاء الوقت معكِ، بل لأن النظر المستمر قد يكون أمراً عاطفياً، إذ أن النفور عن النظر قد يساعد في الحفاظ على النظام العصبي للطفل منتظم ومستقر